التصحر هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. ويؤثر التصحر تأثيرًا مفجعًا على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 بليون دولار سنويًّا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها.
في كل عام يفقد العالم حوالي 691 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر، بينما حوالي ثلث أراضي الكرة الأرضية معرضة للتصحر بصفة عامة. ويؤثر التصحر على القارة الإفريقية بشكل خاص، حيث تمتد الصحاري على طول شمال أفريقيا تقريبًا. كما أنها أصبحت تمتد جنوبًا، حيث إنها اقتربت من خط الاستواء بمقدار 60 كم عمَّا كانت عليه من 50 سنة، وفي أكثر من 100 بلد من بلاد العالم يتأثر ما يقارب البليون نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6 بلايين نسمة بعملية تصحر أراضيهم؛ مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى المدن من أجل كسب العيش.
يعد التصحر ظاهرة جغرافية متحركة، مكتسب البيئة من خلالها خصائص الصحراء الحقيقية، نتيجة بالتوازن البيئي الطبيعي، إذ يحدث تدهور، واسع المدى في جميع البيئات، الرطبة، وشبه الرطبة، والجافة، وشبه الجافة، وفي ظل تأثير مزدوج من تغير الظروف تحولات نباتية طبيعية، من خلال زحف الصحراء على إقليم الاستبس، وزحف إقليم الاستبس نحو إقليم السافانا، وزحف إقليم السافانا على إقليم الغابات.
ينتج التحصر عن تدهور النظام البيئي، ويرتبط ذالك بقدرة الموارد الاستيعابية، فإذا فاق استغلال الإنسان للموارد طاقتها الاستيعابية، وتعرضت اللاستغلال المفرط وغير المنظم، فإن البيئة تتعرض إلى التدهور، فتصبح متصصحرة فتتناقص إنتاجية الأراضي، ويعجز الإنتاج عن تلبية حاجات الإنسان الحيوان من الغذاء.